''العودة إلى الرقص''.. عرض معاصر يجسّد شغف الفنّ والخيال
شهدت قاعة الفن الرابع بالعاصمة ليلة امس الخميس 25 أكتوبر 2024 عرض ''العودة إلى الرقص'' الذي نظمته فرقة كاتاكلو احتفالا بالذكرى الثلاثين لتأسيسها.
جاء العرض في إطار الدورة السابعة من تظاهرة "جو تونسي" للفن المعاصر، التي تمتد من 9 أكتوبر إلى 9 نوفمبر 2024 في عدة مواقع بتونس العاصمة، مما أكسبه أهمية خاصة وحضوراً جماهيرياً كبيراً. حيث توافد المتفرجون على القاعة، ليجدوا جميع الشبابيك مغلقة، في دلالة على شغف الجمهور للفن والرقص.
عرض فني متكامل
قدمت مصممة الرقص الإيطالية جوليا ستاتشيولي عرضًا غنياً ومتفرداً، يجمع بين عناصر الرقص المعاصر والألعاب الرياضية والمسرحية، مما أضفى على العرض طابعاً إبداعياً متميزاً.
وتم تقسيم العرض إلى أربع مراحل رئيسية، بدأت برقصة افتتاحية تمتاز بالحيوية، حيث دمجت بين الرقص والألعاب البهلوانية، ما أسفر عن مشهد يفيض بالحركة والطاقة.
في هذه المرحلة، عبر الراقصون بلغة رقصهم عن إنسانيتهم بشكل جريء، ليعكسوا تجارب الحياة اليومية والتحديات العالمية، وكانت الحركة سلسة، وتنقل الراقصون بين الأشكال والأوضاع بطريقة تأسر الأعين، مما جعل الجمهور يشعر وكأنه جزء من هذا المشهد الديناميكي.
تفاعل الخيال مع الواقع
مع تقدم العرض، انتقلت الصورة إلى التجريد الأنيق، حيث اجتمع تصميم الرقصات والأضواء والموسيقى في تناغم مثير مع الازياء.
كما استخدمت ستاتشيولي الأكسسوارات بشكل مبتكر، مما ساهم في خلق جو من السحر والخيال. وكان الجمهور مُسحورًا بالتغيرات السريعة، وبدت اللحظات وكأنها تنسج عالماً معلقاً بين الخيال والواقع.
في المرحلة الثالثة، قدمت ستاتشيولي تحية لجسد الإنسان وجماله، مستلهمة من الإرث الهيليني. حيث تجلت قوة الجسد وجماله العضلي في هذه اللوحة، حيث كان يعبر عن العواطف والتجارب الإنسانية العميقة. وتركزت الحركات على استعراض القوة والمرونة، مما أضفى طابعًا دراميًا على الأداء.
استعادة الذكريات
عرض "العودة إلى الرقص" يتتبع تاريخ فرقة كاتاكلو من خلال مجموعة من القطع الشهيرة والتصميمات الجديدة، حيث تعمل الأزياء نفسها على تحديث الماضي وتسليط الضوء على البراعة الفائقة التي تحترمها ستاتشيولي.
هذا الالتزام بإنشاء لغة رقص تجمع بين الأجيال والثقافات يعكس الفهم العميق للفن وأهميته في التواصل بين الشعوب، وقد عبر فريق العرض عن سعادتهم بعودة العرض الى تونس بعد اكثر من 15 سنة.
وأضاف فريق العرض، ان الجمهور كان رائعا خاصة وانهم لم يتوقعوا ان يكون الجمهور بكل هذا الحماس والاهتمام بمثل هذه العروض وهو ما تم برمجته في نفاذ جميع التذاكر، كما انهم كانوا متخوفين من عدم اهتمام الجمهور بمثل هذه الثقافة في العروض.
النهاية الساخرة
وخاتمة العرض، فجاءت بأجواء أخف، حيث قدمت رواية ساخرة ومسلية. استخدمت فيها ستاتشيولي الفكاهة لتخفيف التوتر، مما أتاح للجمهور الاستمتاع بلمسة من الفرح والمرح. وكان هذا التحول مفاجئًا ولكنه لطيف، حيث أظهر قدرة الراقصين على التكيف والتفاعل مع مشاعر الجمهور.
*صلاح الدين كريمي